القرضاوى : السياسيون العرب قدموا فلسطين للصهاينةعلى طبق الخيانة

دعا الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الأمة الإسلامية إلى عودة واعية إلى القرآن الكريم، باعتبار أن آياته هى الطريق الوحيد لتحرير الأقصى، وتطهير فلسطين، موضحاً أن استراتيجيات المقاومة يجب أن تعتمد على قوة الإعداد العسكرى والسياسى، منتقداً الدور السياسى العربى، متهماً السياسيين العرب بأنهم ضيعوا فلسطين، ومازالوا يضيعونها.

واعتبر القرضاوى، فى الكلمة التى ألقاها فى الملعب الأوليمبى بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أمس، أمام أكثر من 15 ألفاً من الموريتانيين، على هامش زيارته إلى هناك، أن الجيوش العربية أدت خلال الأربعينيات أدواراً مهمة فى تأخير احتلال فلسطين، لكن "القرار السياسى هو الذى قدم فلسطين على طبق الخيانة للصهاينة"، مشدداً على ضرورة الأخذ بأسباب القوة، مشيراً إلى أن الله تعالى تعهد بالنصر لمن ينصرونه.

ودعا الشيخ إلى الأخذ بأسباب القوة، مؤكدا أن الله تعالى تعهد بالنصر لمن ينصرونه، وقال الشيخ لنحقق في أنفسنا "قابلية تنزل النصر الرباني"

وتحدث العلامة القرضاوي عن استراتيجيات المقاومة، مؤكدا أنها يجب أن تعتمد على قوة الإعداد العسكري والسياسي، معتبرا "أن السياسيين العرب هم من ضيعوا فلسطين وهم من لا يزالون يضيعونها".

واعتبر العلامة القرضاوي "أن الجيوش العربية أدت خلال الأربعينيات أدوارا مهمة في تأخير احتلال فلسطين، لكن القرار السياسي هو الذي قدم فلسطين على طبق الخيانة للصهاينة".

و تخلل الحفل الذي أقامته "جمعية المستقبل للدعوة والتعليم "العديد من الفقرات التي ألهبت حماس الجماهير والضيف الزائر الذي تحامل على آلام ركبتيه؛ ليلوح للجماهير بعصاه، معربا عن ارتياحه للنشيد الذي كان زينة الأمسية "لا تحلم بالحل السلمي وانس الأحلام"

وعندما وصل المنشد إلى القول: "قم قاوم ودع الكرسي لمن قد جبنوا" نهض الشيخ ومعه الآلاف في مدرجات الملعب تاركاً الكرسي ومستجيبا للدعوة التي قال: إنها تمثل فعلا روح المقاومة، مشيدا بالأداء البطولي لرجال المقاومة بفلسطين.

وتفاعل الموريتانيون مع الشيخ القرضاوي الذي يزور بلدهم لأول مرة بشكل لافت، وهو ما دفع أحد قادة التيار الإسلامي إلى القول: إن الشعب الموريتاني اختار أن يقول كلمته، وأن ينحاز إلى الثوابت ونهج العلماء رغم المحن التي تعرض لها..

وأكد الشيخ خلال كلمته: "على ضرورة التمسك بالدين ونشر تعاليمه السمحة، والتوازن بين روح العصر وجوهر الأصالة، وأن التبيين للناس لن يكون صواباً إلا إذا أدركنا حقيقة العصر الذي نعيش فيه؛ فالتبيين الحق يقتضي مخاطبة كل بما يليق به، وأنا هنا أفهم "التبيين" بمعنى خاص، فليس التبيين أن أكلم الصيني بلغته والإنجليزي بلغته والفرنسي بلغته، ليس هذا هو التبيين كما أفهمه، إنما التبيين أن تبيين للخاصة ببيان الخاصة، وتبيين للعامة ببيان العامة، ولهذا حث القرآن على التبيين، وأكد القرآن على عالمية الإسلام، فأول آية منه بعد البسملة هي (الحمد لله رب العلمين)، وآخر سورة منه هي (قل أعوذ برب الناس)، لأنه دين لكل العالمين".

كما أكد الشيخ على سماحة الإسلام، مؤكدا أن الإسلام دين سلام وحب وسماحة وحوار، لا عنف فيه ولا غلو ولا تطرف، مشيرا إلى أن الأمة ستكون بخير إذا كان علماؤها هم القادة، وهم الذين يسوسون الأمور، أما إذا ساد الجهال وتصدروا القافلة فذاك هو الخطر بعينه.

وحث الشيخ "الجماهير الحاضرة –التي غصت بها قاعات قصر المؤتمرات بالعاصمة نوكشوط- على تعلم العلم، وتكوين العلماء، مبرزا أن الإسلام هو آخر الأديان، والقرآن هو آخر الكتب، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- هو آخر الأنبياء، وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم.. فعلى الجميع القيام بواجب التبيين الحق، مع مراعاة الزمان والمكان والصفة والأسلوب الأنسب.


وتحدث القرضاوى عن علاقته بالزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، بقوله: "لقد كنا شباباً فى كتائب الإخوان المسلمين ونشارك فى معركة القناة، وكان يدربنا فلسطينى اسمه ياسر، علمنا بعد ذلك أنه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية".

وأضاف: "حدثنى المرحوم معروف الخضرى، وهو الضابط الإخوانى المعروف فى الجيش المصرى أثناء وجودنا بالسجن الحربى فى الخمسينيات، عن فترة أسره لدى الصهاينة، وقال لى إنهم كانوا يقولون له (نحن لا نخاف الجيوش العربية لكننا نخاف جماعة الله أكبر)، وعندما سألهم الخضرى كيف تخافون من مجموعات صغيرة غير مكونة، فكانوا يجيبونه بقولهم (لأننا جئنا من بلادنا لنعيش، لكنهم جاءوا ليموتوا)".

من ناحية اخرى، يبدأ القرضاوي اليوم الاثنين، أول زيارة له للسنغال وذلك تلبية لدعوة وجهها اليه الرئيس السنغالي عبد الله واد وتستمر ثلاثة ايام، وسيلقي خلالها عددا من المحاضرات، ويلتقي بعض العلماء والمشايخ، وبعض المسؤولين الرسميين..

والسنغال تقع جنوبي نهر السنغال في غرب أفريقيا. اكتسبت اسمها من النهر الذي يحدّها من الشرق والشمال والذي ينبع من فوتا جالون في غينيا. ويحد السنغال خارجيا المحيط الأطلسي إلى الغرب، موريتانيا شمالاً، مالي شرقاً، وغينيا وغينيا بيساو جنوباً.

ويقدر عدد سكانها بحوالي 13.7 مليون نسمة.. 94% مسلمون، و4% مسيحيون، و2% أديان محلية ولادينيون.

في السنغال عرقيات عديدة ولهذا فهي متعددة اللغات، وأكثر اللغات شيوعاً اللغة الولفية. الفرنسية هي اللغة الرسمية، لكن لا يعرفها إلا أقلية. من عرقيات البلاد الولف (43%)، وتوكولور (18%)، وسيرير (15%)، وجولا (4%)، والمندينكا (3%)، وهناك أقليات فرنسية